كيف يمكن لـ أردا جولر ترسيخ مكانته بين عظماء ريال مدريد؟
دائمًا ما يبحث المرء عن تقديم أفضل ما لديه في الجانب المهني من حياته لإثبات نفسه وإظهار مهاراته في العمل لتحقيق الذات، وهو نفسه ما يآمل به التركي أردا جولر لاعب نادي ريال مدريد الإسباني، الذي يسعى جاهدًا ليكون ركنًا أساسيًا لا غنى عنه داخل هذا الصرح العظيم.
جولر إنضم إلى النادي الملكي قادمًا من صفوف فريق فنربخشة التركي خلال فترة الانتقالات الصيفية لموسم 2023، بعد صراع شرس مع الغريم التقليدي، برشلونة، لكن كلمة اللاعب كانت الحاسمة لإبرام الصفقة حيث قرر تمثيل اللوس بلانكوس بكامل إرادته، بخلاف الإصابات التي عانى منها في بداياته، لكن حتى الآن لم يحصل على الوقت الكافي لتقديم قدراته الفنية كما تطلع قبل إمضاء العقود.
بدايات صاحب الـ19 عامًا مع الميرنجي، قادرة على تمزيق روح الآمل بداخله وتبديلها بمشاعر اليأس والسلبية، وبالفعل هو ما تداولته العديد من الصحف خاصةً في الفترة الأخيرة لأن اللاعب لا يحصل سوى على دقائق معدودة حرفيًا، وهو ما قد لا يُدركه عقل شاب مثله في حال لم يكن صبورًا على مشواره مع نادٍ مثل ريال مدريد، يُدرس كل خطوة قبل تنفيذها، كذلك هناك العديد من العوامل في حال قرر جولر إتباعها قد يصبح أحد أساطير هذا الفريق.
طريق أردا جولر ليصبح أسطورة داخل ريال مدريد
لكي يصبح أردا جولر ضمن كتيبة أساطير ريال مدريد، يحتاج لعدة عوامل، أولهم الاستفادة من خبرة زملائه الحاليين، مثل الكرواتي لوكا مودريتش الذي يعتبر من أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم، حيث يمكنه تعلم الهدوء تحت الضغط، والتحرك بدون كرة لخلق مساحات، وقدرته المذهلة على تمرير الكرة بدقة في أصعب الظروف، كذلك يمكنه فهم أهمية التحكم برتم المباراة، وإرسال الكرات الطويلة، وإيجاد حلول مبتكرة في بناء اللعب.
أيضًا يمكن لأردا جولر النظر وتحليل عقليات الأساطير الذين نشأوا في هذا النادي، حيث يمكن أن يكونوا مصدر إلهام له، مثل الفرنسي زين الدين زيدان، عن طريق دراسة أسلوبه في السيطرة على الكرة وصنع الفارق في المباريات الكبرى، كذلك الإسباني راؤول جونزاليس، من خلال التعلم من انضباطه والتزامه بقيم النادي، إلى جانب الحماس الذي كان يقدمه في المباريات، وبالطبع البرتغالي كريستيانو رونالدو، بالاستفادة منه من أخلاقيات العمل الجاد والطموح الذي لا يعرف حدودًا.
Legend 🌟 pic.twitter.com/jmlKbpqvgA
— Arda Guler 🇹🇷 (@ArdaGulerXTra) November 20, 2024
الأساطير مثل زيدان ورونالدو لم يكتفيا بموهبتهما، بل عملا باستمرار لتطوير أنفسهما، لذا يجب أيضًا أن يضع أردا جولر أمامه العقيدة الخاصة بالنادي الملكي، وهي اعتبار الفوز أولوية، ويمكنه أن يفهم هذه العقلية من اللاعبين والمدربين القدامى، بالإضافة إلى أن النادي يقدّر الأداء في المباريات الحاسمة (مثل الكلاسيكو أو دوري الأبطال)، وهذا ما يمكنه تعلمه من اللاعبين الذين صنعوا التاريخ في تلك المناسبات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استثمار وجوده بجانب لاعبين كبار في التدريبات اليومية لفهم أدق التفاصيل، مثل التمركز، اتخاذ القرارات تحت الضغط، واختيار التمريرات الصحيحة، جولر عليه أن يتعامل مع كل لحظة في مدريد كفرصة للتعلم، سواء كانت من زملائه، المدرب، أو حتى من الانتقادات التي قد يواجهها، والتركيز على تحسين نقاط الضعف من خلال المراقبة المباشرة لما يفعله النجوم الكبار بشكل أفضل.
في نادٍ كبير مثل مدريد، قد لا يحصل اللاعب الشاب على الفرص الكاملة منذ البداية، يجب أن يدرك أردا جولر أن تطويره كلاعب أساسي في الفريق الأول قد يستغرق وقتًا، وأن التزامه بالعمل الجاد سيؤتي ثماره، كما عليه الابتعاد عن التفكير المفرط في كونه “النجم القادم” والتركيز بدلًا من ذلك على التطور اليومي، ويمكنه الاستفادة من قصص لاعبين شباب آخرين في الريال مثل البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي احتاج وقتًا ليصبح لاعبًا محوريًا، وإذا تمكن التركي من استيعاب هذه الدروس وترجمتها على أرض الملعب، سيبدأ بترسيخ مكانته تدريجيًا كلاعب محوري في تشكيلة ريال مدريد وأحد نجوم المستقبل.
إحصائيات مواهب الكرة الأوروبية
[/sc]